أوارها، فيمموا وطيسها، وجا لدوا رسيسها تظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والإقامة.
فلما جاءها الخبر بنعيهم، فما زادت على أن استرجعت واستغفرت ثم قالت: الحمد لله الذي شرف بقتلهم، وأرجو أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.
- صاحبة الذأبتين:
لما سبى الروم بعض نساء المسلمين، فبلغ الخبر الرقة وبها أمير المؤمنين هارون الرشيد .. فقيل لمنصور بن عمار: لو اتخذت محل بالقرب من أمير المؤمنين، فحرضت الناس على الغزو، ففعل، فبينما هو يذكرهم ويحرض، إذا نحن بخرقه مصرورة مختومة قد طرحت إلى منصور وإذا كتاب مضموم إلى الصرة، ففك الكتاب، فقرأه، فإذا فيه: إني امرأة من أهل البيوتات من العرب، بلغني ما فعل الروم بالمسلمين، وسمعت تحريضك الناس علي الغزو، وترغيبك في ذلك، فعمدت إلى أكرم شئ من بدني، وهما ذأبتاى، فقطعتهما، وصررتها في هذه الخرقة المختومة، وأناشدك بالله العظيم، لما جعلتهما قيد فرس غازٍ في سبيل الله، فلعل الله العظيم أن ينظر إلىَّ على تلك الحال نظرةً فيرحمني بها. قال: فبكى وأبكى الناس، وأمر هارون أن ينادى النفير، فغزا بنفسه، فأنكي فيهم، وفتح الله عليهم. انظروا إلى هذه المرأة العظيمة التي لم تجد مالا تضحي به فضحت بأكرم شئ عليها .. وأعز شئ على المرأة شعرها