حتى رويت، ثم أفضت سائره على جسدى وثيابى، فلما استيقظوا، فإذا هم بأثر الماء، ورأونى حسنة الهيئة، فقالوا لى: انحللتى فأخذت سقاءنا فشربت منه؟ فقالت: لا الله ما فعلت ذلك كان من الأمر كذا وكذا، فقالوا: لئن كنتى صادقة فدينك خير من ديننا، فنظروا إلى الأسقية فوجدوها كما تركوها وأسلموا بعد ذلك (?).
فجهد المرأة على المرأة مثلها، من أحسن الجهود قبولا، حيث أن المرأة كثيراً ما تأثر في زوجها وأولادها، وذوى رحمها، ولا سيما إذا كان بينهم المودة والمحبة، كما فعلت أم حكيم بنت حزام رضي الله عنها، حيث كانت حريصة على إسلام زوجها عكرمة بن أبى جهل - رضي الله عنه -.
- أم سليم (رضي الله عنها):
تضحي بصداقها إذا أسلم زوجها .. فقد أخرج الإمام أحمد عن أنس - رضي الله عنه - أن أبا طلحة - رضي الله عنه - خطب أم سليم - رضي الله عنه - قبل أن يُسلم، فقالت: يا أبا طلحة! ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده نبت من الأرض؟ قال: بلي. قالت: أفلا تستحي تعبد شجرة؟ إن أسلمت فإني لا أريد منك صداقا غيره، قال: حتى انظر في أمري، فذهب ثم جاء، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فقالت: يا أنس زوج أبا طلحه فزوجها. كذا في الإصابة.
انظروا إلى عقل هذه المرأة العظيمة التي ما رضيت بصداق غير الإسلام فكان صداقهاً أعظم صداقاً في الإسلام .. وقصة أم سليم أكبر مظهر من مظاهر مسئولية المرأة عن الدعوة إلى الله - عز وجل - وتضحياتها.