بين المشرق والمغرب وأني انتقص فاطمة (رضي الله عنها) حقا هو لها، وأما بعد فإن لك أن لا أحدث به (¬1)
- أم حكيم بنت الحارث بن هشام (رضي الله عنها):
لما كان يوم الفتح أسلمت أم حكيم بنت الحارث بن هشام، امرأة عكرمة بن أبي جهل، ثم قالت أم حكيم: يا رسول الله! قد هرب عكرمة منك إلي اليمن وخاف أن تقتله فآمنه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " هو آمن " فخرجت في طلبه ومعه غلام لها رومي، فراودها عن نفسها، فجعلت تمنيه حتى قدمت علي حي من عك، فاستعانتهم عليه، فأوثقوه رباطا، وأدركت عكرمة علي ساحل من سواحل تهامة، فركب البحر فجعل نوتي السفينة يقول له: أخلص، قال: أي شيء أقول؟ قال: قل لا إله إلا الله، قال عكرمة: ما هربت إلا من هذا، فجاءت أم حكيم علي هذا من الأمر، فجعلت تليح إليه، وتقول: يا ابن عم! جئتك من عند أوصل الناس، وأبر الناس، وخير الناس، لا تهلك نفسك، فوقف لها حتى أدركته، فقالت إني استأمنت لك رسولا الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أنت فعلت؟ قالت نعم! أنا كلمته فآمنك، فرجع معها، فقالت: ما لقيت من غلامك الرومي، وخبرته خبره فقتله عكرمة وهو يومئذ لم يسلم، فلما دنا من مكة، قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: " يأتيكم عكرمة بن أبى جهل مؤمنا مهاجراً، فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت "، قال: وجعل عكرمة يطلب منها أن يجامعها فتأبى عليه، وتقول: أنت كافر، وأنا مسلمة، فيقول: إن أمراً منعك منى، لأمر كبير، فلما رأي النبي - صلى الله عليه وسلم - عكرمة وثب إليه وما علي النبي - صلى الله عليه وسلم - رداءً فرحا بعكرمة، ثم جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوقف بين يديه ومعه زوجته