المنَاسَبَة: لما ذكر تعالى أحوال الناس في الآخرة، وقدرته على البدء والإِعادة، ذكر هنا الأدلة على الربوبية والوحدانية، في خلق البشر، واختلاف الألسنة والصور، وإِحياء الأرض بالمطر، وفي قيام الناس ومنامهم، ثم ضرب الأمثال للمشركين في عبادتهم لغير الله مع أنه وحده الخالق الرازق.
اللغَة: {آيَاتِهِ} جمع آية وهي العلامة على الربوبية والوحدانية {تَنتَشِرُونَ} تتصرفون في شؤون معايشكم {لتسكنوا إِلَيْهَا} لتميلوا إِليها وتألفوها {قَانِتُونَ} مطيعون منقادون لإرادته {المثل الأعلى} الوصف الأعلى في الكمال والجلال {القيم} المستقيم الذي لا عوج فيه {مُنِيبِينَ} الإِنابة: الرجوع بالتوبة والإِخلاص.
التفسِير: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ} أي ومن آياته الباهر الدالة على عظمته وكمال قدرته أن خلق أصلكم «آدم» من تراب، وإِنما أضاف الخلق إِلى الناس {خَلَقَكُمْ} لأن آدم أصل البشر {ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ} أي ثم أنتم تتطورون من نطفة إِلى علقة إِلى مضغة إِلى بشر عقلاء،