المنَاسَبَة: لما بيَّن تعالى مناسك الحج وما فيه من منافع الدنيا والآخرة، وذكر أن الكفار صدوا المؤمنين عن دين الله وعن دخول مكة، بيَّن هنا أنه يدافع عن المؤمنين وذكر الحكمة من مشروعية القتال ومنها الدفاع عن المقدسات، وحماية المستضعفين، وتمكين المؤمنين من عبادة الله تعالى.
اللغَة: {صَوَامِعُ} جمع صومعة وهي البناء المرتفع وهي مختصة بالرهبان {بِيَعٌ} جمع بيعة وهي كنيسة النصارى {وَصَلَوَاتٌ} كنائس اليهود وقال الزجاج: وهي بالعبرانية صَلُوتا {نَكِيرِ} مصدر بمعنى الإِنكار قال الجوهري: النكيرُ والإِنكارُ تغيير المنكر {مُّعَطَّلَةٍ} متروكة وتعطيل الشيء إبطال منافعه {مَّشِيدٍ} مرفوع البنيان.
التفسِير: {إِنَّ الله يُدَافِعُ عَنِ الذين آمنوا} أي ينصر المؤمنين ويدفع عنهم بأس المشركين، وهذه بشارة للمؤمنين بإعلائهم على الكفار وكفِّ كيدهم عنهم {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} أي إنه تعالى يبغض كل خائنٍ للأمانة جاحدٍ نعمة الله {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ} فيه محذوف تقديره: أُذن لهم في القتال بسبب أنهم ظُلموا قال ابن عباس: هذه أو لآيةٍ نزلت في الجهاد قال المفسرون: هم أصحابُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كان مشركو مكة يؤذونهم أذى شديداً وكانوا يأتون رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بين مضروب ومسجوح ويتظلمون إلأيه فيقول لهم: اصبروا فإني لم أزمر بقتالهم حتى هاجروا فأُنزلت هذه الآية وهي أول آيةٍ أُذن فيها بالقتال بعدما نهي عنه في أكثر من سبعين آية {وَإِنَّ الله على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} أي هو تعالى قادر على نصر عباده من غير قتال ولكنه يريد منهم أن يبذلوا جهدهم في طاعته لينالوا أجر الشهداء {الذين أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ} أي أُخرجوا من أوطانهم ظلماً وعدواناً بغير سبب موجب للإِخراج قال ابن عباس: يعني محمداً وأصحابه أُخرجوا