صفوه التفاسير (صفحة 734)

54

المنَاسَبَة: لما ضرب تعالى المثل في قصة صاحب الجنتين، وضرب المثل للحياة الدنيا وما فيها من نعيم خادع ومتاع زائل، نبَّه تعالى إلى الغاية من ذكر هذه الأمثال وهي «العظةُ والاعتبار» ثم ذكر القصة الثالثة «قصة موسى مع الخضر» وما فيها من أمور غيبيَّة عجيبة.

اللغَة: {قُبُلاً} مقابلةً وعياناً {مَوْئِلاً} ملجأ ومنجى قال ابن قتيبة: وأل فلان إلى كذا لجأ إليه وألاً ووءولاً والموئل: الملجأ قال الأعشى:

وقد أُخالِسُ ربَّ البيت غفلتَه ... وقد يحاذِرُ مني ثم لا يئلُ

{حُقُباً} جمع حقبة وهي السنة والمراد بالحُقُب هنا الزمان الطويل {سَرَباً} السَّرب: المسلك في جوف الأرض {نَصَباً} النَّصب: التعب والمشقة {أمْراً} أمراً عظيماً يقال: إمِر الأمر إذا عظم {نُّكْراً} منكراً فظيعاً جداً.

التفسِير: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هذا القرآن لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ} أي بيّنا في هذا القرآن الأمثال وكرَّرنا الحجج والمواعظ {وَكَانَ الإنسان أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} أي وطبيعة الإنسان الجدلُ والخصومة لا ينيب لحق ولا ينزجر لموعظة {وَمَا مَنَعَ الناس أَن يؤمنوا إِذْ جَآءَهُمُ الهدى} أي ما منع الناسَ من الإيمان حين جاءهم الهُدى من الله {وَيَسْتَغْفِرُواْ رَبَّهُمْ} أي ومن الاستغفار من الذنوب والآثام {إِلاَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015