صفوه التفاسير (صفحة 572)

25

المنَاسَبَة: لما ذكر تعالى عناد الكافرين من أهل مكة، وتكذيبهم لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ واتهامهم له بافتراء القرآن، ذكر هنا قصة نوح مع قومه الكافرين لتكون كالعظة والعبرة لمن كذّب وعاند، ولتسلية الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بسرد قصص المرسلين وما جرى لهم مع أقوامهم.

اللغَة: {الملأ} أشراف القوم وسادتهم {أَرَاذِلُنَا} الأراذل هنا: المراد بهم الفقراء والضعفاء والسَّفَلة، وهو جمع أَرْذَل بمعنى السافل الذي لا خَلاَق له ولا يبالي بما يفعل {فَعُمِّيَتْ} عمي عن كذا، وعمي عليه كذا، بمعنى التبس عليه ولم يفهمه، وخفي عليه أمره {جَادَلْتَنَا} الجدل في كلام العرب: المبالغة في الخصومة {تزدري} تحتقر {صْنَعِ الفلك} السفينة ويطلق على المفرد والجمع {التنور} مستوقد النار {مُرْسَاهَا} رسا الشيء يرسو ثبت واستقر {عَاصِمَ} مانع يقال: / عصمه إذا منعه ومنه الحديث «فقد عصموا مني دماءهم» {غِيضَ} غاض الماء نقص بنفسه وغضتُه أنقصته {الجودي} جبلٌ بقرب المَوْصل.

التفسِير: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلى قَوْمِهِ} أي أرسلناه رسولاً إلى قومه بعد أن امتلأت الأرض بشركهم وشرورهم {إِنَّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} أي بأني منذرٌ لكم ومخوّف من عذاب الله إن لم تؤمنوا {أَن لاَّ تعبدوا إِلاَّ الله} أي أرسلناه بدعوة التوحيد وهي عبادة الله وحده {إني أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} أي إني أخاف عليكم إن عبدتم غيره عذاب يوم شديد مؤملم {فَقَالَ الملأ الذين كَفَرُواْ مِن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015