صفوه التفاسير (صفحة 557)

مَرْجِعُهُمْ} أي ثم معادهم ورجوعهم إلينا للجزاء والحساب {ثُمَّ نُذِيقُهُمُ العذاب الشديد بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ} أي ثم في الآخرة نذيقهم العذاب الموجع الأليم بسبب كفرهم وكذبهم على الله.

البَلاَغَة: 1 - {مَّن يُؤْمِنُ بِهِ ... . ومَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ} بينهما طباقٌ السلب.

2 - {تُسْمِعُ الصم ... تَهْدِي العمي} الصُّمُ والعميُ مجازٌ عن الكافرين شبههم بالصُّم والعمي لتعاميهم عن الحق.

3 - {ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً} بينهما طباقٌ وكذلك بين {بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً} وبين {يُحْيِي وَيُمِيتُ} وبين {يَسْتَقْدِمُونَ ... ويَسْتَأْخِرُونَ} .

4 - {شِفَآءٌ لِّمَا فِي الصدور} مجاز مرسل أطلق المحلَّ وأراد الحالَّ أي شفاءٌ للقلوب لأن الصدور محلُّ القلوب.

5 - {حَرَاماً وَحَلاَلاً} بينهما طباق.

6 - {والنهار مُبْصِراً} قال في تلخيص البيان: هذه استعارة عجيبة، سمّى النهار مبصراً لأن الناس يبصرون فيه، فكأن ذلك صفة الشيء بما هو سبب له على طريق المبالغة كما قالوا: ليلٌ أعمى وليلةٌ عمياء إذا لم يبصر الناس فيها شيئاً لشدة إظلامها.

7 - {أَتقُولُونَ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ} استفهام توبيخ وتقريع.

فَائِدَة: أمر تعالى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بالحلف في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم في هذه السورة {قُلْ إِي وربي إِنَّهُ لَحَقٌّ} وفي سورة سبأ {وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا الساعة قُلْ بلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ} {زَعَمَ الذين كفروا أَن لَّن يُبْعَثُواْ قُلْ بلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ} [الآية: 7] ذكره ابن كثير.

تنبيه: كلمة «أرأيتَ» تستعمل بمعنى الاستفهام عن الرؤية البصرية، أو العلمية، وهذا أصل وضعها ثم استعملت بمعنى «أخبرني» فيقولون: أرأيت ذلك الأمر أي أخبرني عنه، والرؤية إما بصرية أو علمية والتقدير: أأبصرت حالته العجيبة، أو أعرفت أمره العجيب؟ فأخبرني عنها، ولذا لم تستعمل في غير الأمر العجيب، {أَرَأَيْتَ الذي يُكَذِّبُ بالدين} ؟ {أَرَأَيْتَ الذي ينهى عَبْداً إِذَا صلى} [العلق: 9 - 10] ؟ وهكذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015