صفوه التفاسير (صفحة 188)

18

المنَاسَبَة: لما مدح تعالى المؤمنين وأثنى عليهم بقوله {الذين يقولون ربنا إِننا آمنا} أردفه بأنْ بيّن أنَّ دلائل الإِيمان ظاهرة جلية فقال {شَهِدَ الله أَنَّهُ لاَ إله إِلاَّ هُوَ} ثم بيّن أن الإِسلام هو الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده، وأمر الرسول بأن يعلن استسلامه لله وانقياده لدين الله، وأعقبه بذكر ضلالات أهل الكتاب واختلافهم في أمر الدين اختلافاً كبيراً، وإِعراضهم عن قبول حكم الله.

اللغَة: {شَهِدَ} الشهادة: الإِقرار والبيان {القسط} العدل {الدِّينَ} أصل الدين في اللغة: الجزاء ويطلق على الملَّة وهو المراد هنا {الإسلام} الاسلام في اللغة: الاستسلام والانقياد التام قال ابن الأنباري: المسلم معناه المخلص لله عبادته من قولهم: سلم الشيء لفلان أي خلص له فالإِسلام معناه إِخلاص الدين والعقيدة لله تعالى {حَآجُّوكَ} جادلوك ونازعوك {غَرَّهُمْ} فتنهم {يَفْتَرُونَ} يكذبون.

سَبَبُ النّزول: لمّا استقر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بالمدينة قدم عليه حَبْران من أحبار الشام، فلما دخلا عليه عرفاه بالصّفة والنعت فقالا له: أنت محمد؟ قال نعم، قالا: وأنت أحمد؟ قال نعم، قالا نسألك عن شهادةٍ فإِن أنت أخبرتنا بها آمنا بك وصدَّقناك، فقال لهما رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: سلاني، فقالا: أخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله فنزلت {شَهِدَ الله أَنَّهُ لاَ إله إِلاَّ هُوَ} الآية فأسلم الرجلان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015