الحق الذي أعبد {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} أي لكم شرككم، ولي توحيدي، وهذا غاية في التبرؤ من عبادة الكفار، والتأكيد على عبادة الواحد القهار، قال المفسرون: معنى الجملتين الأولتين: الاختلاف التام في المعبود، فإِله المشركين الأوثان، وإِله محمد الرحمن، ومعنى الجملتين الآخرتين: الاختلاف التام في العبادة، كأنه قال: لا معبودنا واحد، ولا عبادتنا واحدة.
البَلاَغَة: تضمن السورة الكريمة وجوهاً من البديع والبيان نوجزها فيما يلي:
1 - الخطاب بالوصف {ياأيها الكافرون} للتوبيخ والتشنيع على أهل مكة.
2 - طباق السلب {لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} فالأول نفيٌ والثاني إِثبات.
3 - المقابلة بين كلٍ من الجملتين الأوليين {لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} {وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ} أي في الحال، والمقابلة بين الجملتين الأخريين {وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} {وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ} أي في الاستقبال، وفي هذه المقابلة نفيٌ لعبادة الأصنام في الحال والاستقبال وهو من المحسنات البديعية.
4 - توافق الفواصل في الحرف الأخير مثل {ياأيها الكافرون لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} .