صفوه التفاسير (صفحة 1357)

ونحن كماء المُزن ما في نصابها ... كَهَامٌ ولا فينا يُعدُّ بخيل

{تُورُونَ} أورى النار من الزناد قدحها {لِّلْمُقْوِينَ} المسافرين يقال أقوى الرجل إِذا دخل القواء وهو القفر، والقوى الجوع قال الشاعر:

وإِني لأختار القوى طاوي الحشا ... محافظةً من أن يُقال لئيم

{مُّدْهِنُونَ} المدهن: الذي ظاهرة خلاف باطنة، كأنه شُبّه بالدهن في سهولة ظاهره ومنه المداهنة {مَدِينِينَ} مجزيين ومحاسبين من الدين بمعنى الجزاء {فَرَوْحٌ} الرُّوح بفتح الراء الاستراحة {رَيْحَانٌ} الريحان: كل مشموم طيب الريح من النبات.

التفسِير: {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ} أي نحن خلقناكم أيها الناسُ من العدم، فهلاَّ تصدقون بالبعث؟ فإِن من قدر على البدء قادرٌ على الإِعادة {أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ} أي أخبروني عمَّا تصبُّونه من المنيّ في أرحام النساء {أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ الخالقون} ؟ أي هل أنتم تخلقون هذا المنيَّ بشراً سوياً، أم نحن بقدرتنا خلقناه وصوَّرناه؟ {قال القرطبي: وهذا احتجاج على المشركين وبيانٌ للآية الأولى والمعنى إِذا أقررتم بأنا خالقوه لا غيرنا فاعترفوا بالبعث {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الموت} أي نحن قضينا وحكمنا عليكم بالموت وساوينا بينكم فيه قال الضحاك: ساوى فيه بين أهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015