المنَاسَبَة: لما ذكر تعالى المكذبين من قوم «عاد وثمود» ذكر هنا قوم لوط وقوم فرعون وما حل بهم من العذاب والدمار، تذكيراً لكفار مكة بانتقام الله من أعدائه وأعداء رسله، وختم السورة الكريمة ببيان سنة الله في عقاب الكفرة المجرمين.
اللغَة: {حَاصِباً} الحاصب: الحجارة وقيل: هي الريح الشديد التي تثير الحصباء وهي الحصى {بَطْشاً} عقابنا الشديد {الزبر} الكتب السماوية جمع زبور وهو الكتاب الإِلهي {أدهى} أفطع من الداهية وهي الأمر المنكر العظيم {سُعُرٍ} خسرانٍ وجنون {سَقَرَ} اسم من أسماء جهنم أعاذنا الله منها.
سَبَبُ النّزول: عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قال: جاء مشركموا قريشٍ يخاصمون رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ في القدر فنزلت {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النار على وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} .
التفسِير: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بالنذر} أي كذبوا بالإِنذارات التي أنذرهم بها نبيهم لوط عليه السلام {إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً} أي أرسلنا عليهم حجارة قذفوا بها من السماء قال ابن كثير: أمر تعالى جبريل فحمل مدائنهم حتى وصل بها إِلى عنان السماء، ثم قلبها عليهم وأرسلها وأُتبعت بحجارةٍ من سجيلٍ منضود، والحاصب هي الحجارة {إِلاَّ آلَ لُوطٍ} أي غير لوطٍ وأتباعه المؤمنين {نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ} أي نجيناهم من الهلاك قُبيل الصبح وقت السَّحر {نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا} أي إِنعاماً منَّا