المنَاسَبَة: لما تقدم إِقسام الله تعالى على وقوع العذاب الكافرين، وذكر أشياء من أحوال المعذبين والناجين، أمر تعالى رسوله بالتذكير، إِنذاراً للكافرين وتبشيراً للمؤمنين، وختم السورة الكريمة ببيان عاقبة المكذبين، وحفظ الله ورعايته لرسوله الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
اللغَة: {رَيْبَ المنون} حوادث الدهر وصروفه، والمنون هو الدهر قال أبو ذؤيب:
أمنَ المنونِ وريْبة تتوجَّع ... والدَّهر ليس بمعتب من يجزع
والمنون أيضاً الموتُ من اللمنِّ بمعنى القطع بأنه يقطع الأعمار {أَحْلاَمُهُمْ} عقولهم جمع حُلم وهو العقل {المصيطرون} المسيطر: المتسلط على الشيء {كِسْفاً} قطعة يقال: كسف بسكون السين وكسفة أي قطعة وجمعه كسف بفتح السين {مَّرْكُومٌ} متجمع ومتراكم بعضه فوق بعض.
التفسِير: {فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} أي فذكّر يا محمد بالقرآن قومك وعظهم به، فما أنت بإِنعام الله عليك بالنبوة وإكرامه لك بالرسالة {بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ} أي لست كاهناً تخبر بالأمور الغيبية من غير وحي، ولا مجنوناً كما زعم المشركون، إِنما تنطق بالوحي. . ثم أنكر عليهم مزاعمهم الباطلة في شأن الرسول فقال {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون} أي بل أيقول المشركون هو