صفوه التفاسير (صفحة 1158)

لأن الجماد لا يقال في حقه يقضي أو لا يقضي {إِنَّ الله هُوَ السميع البصير} أي هو السمع لأقوال العباد، البصير بأفعالهم {أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِي الأرض} ؟ أي أولم يعتبر هؤلاء المشركون في أسفارهم بما يرون من أثار المكذبين {فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الذين كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ} أي فينظروا ما حلَّ بالمكذبين من العذاب والنكال؟ فإنَّ العاقل من اعتبر بغيره {كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً} أي كانوا أشدَّ قوةً من هؤلاء الكفار من قومك {وَآثَاراً فِي الأرض} أي وأقوى آثاراً في الأرض من الحصون والقصور والجند الأشداء، ومع هذه القوة العظيمة والبأس الشديد أهكلهم الله لما كذبوا الرسل {فَأَخَذَهُمُ الله بِذُنُوبِهِمْ} أي أهلكهم الله إهلاكاً فضيعاً بسبب إجرامهم وتكذيبهم رسل الله {وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ الله مِن وَاقٍ} أي وما كان لهم أحد يدفع عنهم عذاب الله، ولا يقيهم من عقابه.

. ثم ذكر تعالى سبب عقابه لهم فقال {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بالبينات} أي ذلك العذاب بسبب أنهم كانت تأتيهم رسلهم بالمعجزات الباهرات، والآيات الساطعات الواضحات {فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ الله} أي فكفروا مع هذا البيان والبرهان فأهلكهم الله ودمَّرهم {إِنَّهُ قَوِيٌّ} أي إنه تعالى قويٌ لايُقهر، ذو قوة عظيمة وبأسٍ شديد {شَدِيدُ العقاب} أي عقابه شديد لمن عصاه، وعذابه أليم وجيع، أعاذنا الله من عقابه وأجارنا من عذابه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015