به وأكثر ما يمتنع به في الأوقات المسعفة، البعد والسعة، فأما بحر المغرب المظلم فإنما امتنع عن العابرين عليه لدخوله في الشمال، وبعده عن مدار الكواكب، فغلظ ماؤه، وتكاثفت الأرواح عليه لعدم مسامتته الشمس، وما سامتته الشمس من البحار فقد تلطفه وتنفي عنه كثيراً من غلظ الأرواح، ويظهر فيه مرامي العنبر ومنابت الصدف وغير ذلك.
الأول: الهند، والثاني: الحجاز واليمن، والثالث: أرض مصر، والرابع: أرض بابل، والخامس: أرض الروم، والسادس: ياجوج وماجوج، والسابع: أرض الصين، وجعل الإقليم الرابع وسطاً، وجعل الستة الباقية مطيفة به حتى يتلقى الأول بالسابع عليه، وجعلها قسمة مستوية يدخل في كل بلد من هذه المشهورة ما صاقبه ودخل في حيزه.
حدود هذا الإقليم الرابع وهو بابل: الحد الأول: الثَّعلبيَّة من أرض العرب، والحد الثاني: شط نهر بلخ، والحد الثالث: نصيبين، والحد الرابع: الدَّيبل وهو حد الإقليم السابع، الثاني: حده البحر مما يلي عُمان إلى جدَّة على ما دار به من اليمن إلى أرض الزنج والحبش، إلى الثَّعلبية، والأقليم الثالث: حده منتهى أرض الحبشة مما يلي أرض الحجاز؛ إلى نصيبين، إلى أقصى الشأم إلى البحر الذي بين أرض مصر وبين الشأم. إلى وسط البحر الذي يلي الأندلس مما يلي المغرب، وحد الأقليم الخامس: بحر الشأم إلى أقصى الروم مما يلي البحر، إلى أرض الخزر وياجوج وماجوج، إلى حد الإقليم الرابع، وحد الإقليم السادس: أرض الصين إلى نهر بلخ، إلى بحر الشأم الذي يلي المشرق، وحد الإقليم السابع: من الهند إلى حد الإقليم الرابع، إلى حد الإقليم السادس؛ وجعل كل إقليم من هذه بتقدير سبعمئة فرسخ في سبعمئة، وقد تخالف الناس في مقاديره.
وأما بطليموس وقدماء اليونانيين فإنهم رأوا ن طباع الأقاليم