وساعاته إلى حيث يكون نهارها الأطول ست عشرة ساعة وربعاً، وعرضه خمسين درجة، ووسط هذا الإقليم بالتقريب المواضع الواغلة في شمال بلاد الترك، وابتداؤه من المشرق من شمال بلادهم، ويمر على ساحل بحر جرجان الشمالي وبحر الروم وبلاد برجان والصقالبة إلى أن ينتهي إلى حد المغرب من دون البحر المظلم.
ثم منتهى عرض الإقليم السابع إلى عرض أربعة وخمسين جزءاً لا يخلو من هذه الأمم التي ذكرناها في الإقليم السابع هذا المقدار لهم متطّرق ومنجع لا يزال يتردد الفرق من التّغزغز والخزر وجيلان والبرغر والصقالبة فيه، ثم تنقطع العمارة فيما بعد هذا العرض إلى الموضع الذي يكون بعده من وتد الأرض الشمالي الذي يكون على سمته القطب مقدار درج الميل، وهي أربع وعشرون وزيادة ثلث درجة، وذلك ما عرضه ست وستون درجة، لأن من هذا المقدار إلى تسعين يبعد عن مدار الشمس ويفرط فيه البرد، ولا يفارقه الثلج والجليد والضّريب والشفيف والصّقيع والقريس والبليل والهجا وغير ذلك مما يضاد نشوء الحيوان والنبات، وقد فصّل بطليموس جميع المسكون والخراب على ربع ساعة، ربع ساعة، وسنذكر ما قال تلو هذا الباب إن شاء الله تعالى.
قال بطليموس المهندس: نحن نجد الأرض تضطر العقل ببراهينها الهندسية أنها كريّة في جوف دائرة الفلك متجافياً عنها من كل جانب من جوانبها بتسعين جزءاً، ويقطعها فلك الاستواء، وهي معدّل النهار الدائر نطاقه من رأس الحمل إلى رأس الميزان ذاهباً، ومن رأس الميزان إلى رأس الحمل راجعاً بقسمين متساويين في الأجزاء: أحدهما: الشق الجنوبي، والثاني: الشق الشمالي، والفارق بين هذين القسمين خط الاستواء من الأرض، وهو نطاقها المحاذي لنطاق فلك الاستواء