وتنتهي أحواز الجليقيين في الجوف إلى البحر المحيط، وفي القبلة إلى أحواز مدينة طلسونة، وقاعدتهم مدينة أقش، وهي مبنية بالصخر المربع الكبير الخ.
حصن بالأندلس في شمال مرسية.
فيها حبس أبو زيد عبد الرحمن بن موسى بن وجان بن يحيى الهنتاتي، الذي كان وزير المنصور من بني عبد المؤمن، ثم نهض في زمان ابنه الناصر إلى ولاية تلمسان وإصلاح الطرق من عتاة زناتة؛ ولما تمكن أبو سعيد بن جامع وزير المستنصر سعى في ولاية تلمسان لعمه السيد أبى سعيد بن المنصور، فحبس ابن وجان، وجعل بنوه يكتبون سطوراً في البراءة من أفعاله وفرقوها على البلاد؛ ولما زار أبو سعيد بن جامع الوزير غنكيت في سنة617 بعد تأخيره من الوزارة بلغة أن ابن وجان شمت به وهو في حبسه بتلمسان، وتكلم ورجا التسريح، فما كان عنده خبر حتى وصل إليه من جازبه إلى الأندلس وحبسه في حصن جنجالة.
ولما حمل إلى ذلك الثغر السحيق، وظنوا إذ ذاك أنه قد حسم بذلك الإقصاء والتفريق؛ وفرقوا بنيه على البلاد، قضى الله تعالى أن مات أبو سعيد بن جامع، وخلص ابن وجان من ذلك الحصن، وقلب الدولة، وسعى في الفتنة، وذلك أنه لما وصل الخبر إلى مرسية بوفاة المستنصر يوسف بن محمد الناصر بن يعقوب المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن، واستخلاف المبارك عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن بمراكش،