وعزيز قومٍ صار في أيديهم ... فعليه بعد العزة استخذاء
لولا ذنوب المسلمين وأنهم ... ركبوا الكبائر ما لهن خفاء
ما كان ينصر للنصارى فارس ... أبداً عليهم فالذنوب الداء
فشرارهم لا يختفون بشرهم ... وصلاح منتحلى الصلاح رياء
ثم تداعت لأخذها ممالك الأندلس، وجمع أحمد بن سليمان بن هود صاحب سرقسطة وجهاتها أهل الثغور، ونهد إليها في جمع كثيفٍ، ذوى جدٍ وحدٍ، ففتحها الله عز وجل على يديه عنوةً، فقتل المقاتلة وسبى النساء والذرية، ودخل منها سرقسطة نحو خمسة آلاف سبيةٍ مختارةٍ، ونحو ألف فرسٍ وألف درع، وأموال كثيرة، وثياب جليلة، وعدة وسلاح؛ وكان افتتاحه لها لثمانٍ خلون من جمادى الأولى سنة457، ولذلك تسمى بالمقتدر بالله، وكانت مدة ملك النصارى لها تسعة أشهرٍ
مدينة من إقليم برغش، كاملة شاملة بضروب النعم كثيرة الفواكه، بينها وبين البحر اثنا عشر
في بلاد جليقية، وإقليم برذيل من أشرف أقاليم تلك الناحية، وهو كثير الكروم والفاكهة والحبوب، وهي مدينة كبيرة مبنية بالكلس والرمل، وهي على نهرٍ عجاج يسمى جرونة، وربما عطبت مراكب المجوس فيه عند الأهوال لاتساعه وانخراقه، وبين هذه المدينة وموقع نهرها في البحر مائة وخمسون ميلاً؛ وأهل برذيل في