قرية بثغر الأندلس، ينسب إليها أبو الوليد هشام بن أحمد بن هشام بن خالد الكناني الوقشى من أهل طليطلة، ولي قضاء طلبيرة، وعني بالهندسة والمنطق، مليح النادرة؛ ذكر أنه اختصم إليه رجلان فقال أحدهما: يا فقيه اشتريت من هذا اثنى عشر تيساً حاشاك! فقال له: قل أحد عشر! توفي بدانية سنة489.
موضع من عمل إشبيلية كانت وقعة للمسلمين على النصارى وذلك في سنة 610، اتفق صاحب قشتالة وصاحب بلاد الجوف أن يخرجا بعسكرهما على بلاد الإسلام التي لا دافع عنها بجزيرة الأندلس بعد وقيعة العقاب، فأما صاحب بلاد الجوف فجاء في الشمال إلى عمل إشبيلية فاصطلم كل ما مر عليه إلى أن انتهى إلى مرج الحمار، فخرج إليه أبو زكرياء أبي حفص بن عبد المؤمن صاحب إشبيلية بعسكر الأندلس الوافر الذين لم تلحقهم معرة العقاب في السنة الماضية، فوعدهم ومناهم وأثار حفائظهم، وزحف بهم إلى العدو، فأعطاه الله نعل النصر؛ فيقال إنه قتل منهم نيفاً على عشرة آلاف، وامتلأت أيديهم مما كان في عسكرهم. وكانت وقعة تحدث بها زماناً، وما زال أهل إشبيلية يعتزون بما اتفق فيها، فيخرجون متى هم عدو بجهاتهم، فيرجعون إلى أنخس حالةٍ، وأكثرهم أسير أو قتيل.