مدينة بالأندلس قريبة من غرناطة، كبيرة خطيرة تطرد حولها المياه والأنهار، ينحط نهرها من جبل شلير وهو في شرقيها وهي على ضفته، ولها عليه أرحاء لاصقة بسورها، وهي كثيرة التوت والأعناب وأصناف الثمار والزيتون، والقطن بها كثير، وكان بها حمامات، ولها بابان شرقي على النهر وغربي على خندق، وقصبتها مشرفة عليها، وعليها سور حجارةٍ، وهي في ركنها الذي بين المغرب والقبلة.
وبقرب وادي آش قرية بها عين تجرى سبعة أعوامٍ وتغور سبعة أعوامٍ، قالوا: وهذا معروف على قديم الزمان، تسكن بجريان عينها وتخلو بغورها.
منها عبد البر بن فرسان الواد يآشى المتصل بعلى بن غانية الميورقى، ثم استوزره بعده أخوه يحيى الطويل الفتنة بإفريقية وجهاتها، فكان صاحب رياسة السيف والقلم، وإليه تنسب الأبيات المشهورة طويل:
أجبنا ورمحى ناصرى وحسامى ... وعجزاً وعزمى قائدي وزمامى
ولي منك بطاش اليدين غضنفر ... يضارب عن أشباله ويحامى
ألا غنيانى بالصهيل فإنه ... سماعى ورقراق الدماء مدامى
وحطا على الرمضاء رحلى فإنها ... مهادى وخفاق البنود خيامى