في ثغر الأندلس الشرقي، وهي مدينة قديمة ابتنيت على نهرٍ يخرج من أرض جليقية، يعرف بشيقر، وهو النهر الذي تلقط منه شذرات الذهب الخالص، وهي بشرقي مدينة وشقة. وكانت مدينة لاردة قد خربت وأقفرت، فجدد بنيانها إسماعيل ابن موسى بن لب بن قسى سنة270. وحصنها منيع، فلا يرام بقتالٍ، ولا يطمع فيه بطول حصار؛ وبأعلاه مسجد جامع متقن البناء، بنى سنة 288. والحصن مشرف على فحصٍ عريضٍ بفحص مشكيجان " بتفخيم الجيم "؛ ومدينة لاردة خصيبة على الجدوب، ولها بساتين كثيرة، وفواكه غزيرة، وهي مخصوصة بكثرة الكتان وطيبه، ومنها يتجهز بالكتان إلى جميع نواحي الثغور؛ وفحص مشكيجان كثيرة الضياع والمزارع والمراعي، ولا تخلو ضيعة منها أن يكون بها برج أو سرداب يمتنع فيه العامرون بها من العدو؛ وأهل الثغور في عملها يخرجون الأموال من الوصايا والصدقات.
في غرب الأندلس مدينة قديمة بها ثلاث عيون: إحداها عين تهشر وهي أغزرها، والثانية عين تنبعث بالشب، والثالثة عين تنبعث بالزاج، ومن إشبيلية إلى طلياطة مرحلة من عشرين ميلاً، ومن طلياطة إلى لبلة مرحلة مثلها؛ وتعرف لبلة بالحمراء، وفيها آثار للأول كثيرة، وسور لبلة قد عقد على أربعة تماثيل: ضم تسميه العامة