بالأندلس، بينها وبين أوريولة عشرون ميلاً، وهي كثيرة الزيتون، وبها سقى كثير.
هذا الأسم في ثلاثة مواضع: أحدها بالأندلس عند جبل طارق، وهي مدينة للأول غير مسكونة، وبها آثار كثيرة، وتعرف بقرطاجنة الجزيرة، وبمرساها نهر يريق في البحر يعرف بوادي البحر؛ والثانية:
بالأندلس أيضاً من كورة تدمير.
وهي فرضة مدينة مرسية، وهي مدينة قديمة أزلية، لها مينا ترسو فيها المراكب الكبار والصغار، وهي كثيرة الخصب والرخاء المتتابع، ولها إقليم يسمى الفندون، وقليلاً ما يوجد مثله في طيب الأرض وعذوبة الماء. ويحكى أن السنبل يحصد فيه عن مطرةٍ واحدةٍ، وإليه المنتهى في الجودة. ومن مدينة قرطاجنة إلى مرسية في البر أربعون ميلاً.
وبقرطاجنة هذه، هزم عبد العزيز بن موسى بن نصير تدمير عبدوس، الذي سميت به تدمير؛ هزمه وأصحابه، ووضع المسلمون فيهم السيف، يقتلونهم كيف