ومن أقاليمها صقلب، وهي أطيب بقاع الأرض، يرفع في أرضه عند توسط الرباح للحبة مائة، وعند كماله اللحبة مائتان. ولشنترين جزائر في البحر مسكونة، وكانت جباية شنترين ألفين وتسعمائة دينار، وأحوازها متصلة بأحواز باجة.
وكان يوسف بن عبد المؤمن ملك المغرب اجتاز عليها في حركته الأندلسية بعسكره، وهو أربعون ألفاً من أنجاد العرب الفرسان ومن الموحدين والجنود والمطوعة وفرسان الأندلس، واجتازها ما ينيف على مائة ألف فارس، وبرز أسطوله على الأشبونة، وحاصرها عشرين يوماً، ونزل على أعظم قواعد ابن الرنق عدو المغرب، وكان مؤذياً للمسلمين من قاعدته، وهي شنترين هذه، فبرز إليها في أمم لا تحصى، وهناك عرض له المرض الذي توفى فيه، أقام الرحل به على مطيةٍ مضطجعاً على فراشه، وضعفه يتزايد، إلى أن تفقد في بعض أميالٍ فوجد ميتاً، وذلك في سنة 580 فتقدم بالأمر ولده يعقوب المنصورز فقفل بالناس إلى إشبيلية. فبويع بها ورجع إلى مراكش.
مدينة في الأندلس من مدن أكشونبة.
وهي أول الحصون التي تعد لبنبلونة، وهي أتقن حصون بنبلونة بنياناً، وأعلاها سموكاً، مبتناه على نهر أرغون، على مسافة ثلاثة أميال منه.
وبناحية شنتمرية أعجوبة عاينها كل من دخل على تلك الناحية من المسلمين، وذلك عين ينفجر بماء كثير، ينظر الناس ذلك عياناً، فإذا قربوا منها، ووقفوا عليها انقطع جريانها، فلا تنبض بقطرةٍ، فإذا تباعد الناس عنها عادت إلى حالها، وهذا