فقد حازنا نأى عن الأهل بعدما ... نأينا عن الأ وطان فهي بلاقع
نرى غربةً حتى تنزل غربة ... لقد صنع البين الذي هو صانع
وكيف بشقرٍ أو بزرقة مائه ... وفيه لشقرٍ أو لزرقٍ شوارع
وقال من قصيدة يمدح فيها صاحب إفريقية الأمير الأجل أبا زكرياء " منسرح ":
وعاد قلبي من شوق أندلسٍ ... عبداً شرفته وما فتر
فأين منا منازل عصفت ... ريح عليها من العدى صرصر
ودون شقرٍ ودون زرقته ... أزرق يحكى قناه وأشقر
قرية بعدوة نهر قرطبة، قبالة قصرها، فيها اجتمع وجوه العجم يتشاورون في حرب العرب، ويحذرونهم من العقود عنهم، ويحضون بعضهم بعضاً على أن يكونوا يداً واحدة، وقدموا على لذريق بقرطبة بسبب ذلك، فنزلوا أكناف شقندة هذه، ولم يطمئنوا إلى الدخول على لذريق أخذاً بالحزم.
بالأندلس، ليست بمدينة، إنما هي قرى كثيرة متجاورة متقاربة متلاصقة، متداخلة العمارات، فيها بشر كثير، وجم غفير، وهم في نظر صاحب طليطلة، وهم أنجاد أجلاد، ومنها إلى طليطلة مائة ميلٍ.