ابن الخطاب رضي الله عنه قال: "إياكم والطمع، فإن الطمع فقر واليأس غنى، وفي العزلة راحة من خلاط السوء"، وكان سعيد بن المسيب يقول: "العزلة عبادة"، وكان الناس إذا التقوا انتفع بعضهم ببعض، فأما اليوم فقد ذهب ذلك والنجاة في تركهم فيما نرى، وإياك والأمراء والدنو منهم، وأن تخالطهم في شيء من الأشياء، وإياك أن تخدع فيقال لك: تشفع فترد عن مظلوم أو مظلمة، فإن تلك خدعة إبليس، وإنما اتخذها فجار القراء سلماً.
وكان يقال: فتنة العابد الجاهل وفتنة العالم الفاجر فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون، وما كفيت المسألة والفتيا فاغتنم ذلك ولا تنافسهم، وإياك أن تكون ممن يحب أن يعمل بقوله وينشر قوله أو يسمع منه، وإياك وحب الرياسة، فإن من الناس من تكون الرياسة أحب إليه من الذهب والفضة، وهو باب غامض لا يبصره إلا البصير من العلماء، واحذر الرياء فإن الرياء أخفى من دبيب النمل
وقال حذيفة: "سيأتي على الناس زمان يعرض على الرجل الخير والشر فلا يدري أيما يركب"، وقد ذكر عن