إذا سأل سائل وقال: ما الفرق بين كفر النوع وكفر العين؟ ف
صلى الله عليه وسلم كفر النوع عام لا يُوجَّه إلى الشخص بعينه وإنَّما يوجَّه إلى الفعل الذي يؤدي إلى الكفر، وكفر العين يوجه إلى الشخص، ولكن بدليلٍ ساطع، مثاله: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيراً ما يؤتى إليه برجل يلقب بالحمار، كان يشرب الخمر كثيراً، فيؤتى به فيجلد، ثم يشرب، ثم يجلد، ثم يشرب، ثم يجلد، وذات مرة جيء به مخموراً فأقاموا عليه الحد، فقال خالد: لعنة الله عليك ما أكثر ما يؤتى بك؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنه ولا تعِنْ عليه الشيطان، والله ما أعلمه إلا يحب الله ورسوله).
فهذا دليل على التفريق بين كفر النوع وكفر العين، لكن كيف يجمع بين هذا الحديث وحديث أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لعن في الخمر عشرة، فقال: (لعن الله شاربها وبائعها) إلى آخره؟ الجواب: لعنهم الله ورسوله عموماً ونوعاً، ولكن لما جيء بالرجل الذي يشرب الخمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولعنه خالد قال: (لا تلعنه ولا تعن الشيطان عليه، والله ما أعلمه إلا يحب الله ورسوله) فنفى عنه لعن المعين، فهذا فيه دليل واضح على التفريق بين كفر النوع وكفر العين.