الفرق بين الصفات الذاتية والصفات الخبرية

الفرق بين الصفات الذاتية والصفات الخبرية: أن الصفات الذاتية لا تنفك عن الله، فهي أزلية أبدية اتصف الله بها في كل الأحايين، أما الخبرية فتأخذ حكم الذاتية في أنها لا تنفك عن الله، ولا تستطيع أن تقول: لله عين، عندما قال: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر:14]، وليس له عين في الوقت الآخر حاشا لله، فلا يصح أن تنفك عن الله فلله عين أزلاً وأبداً، لكن الفرق بينهما: أن العقل يمكن أن يثبت الذاتية، ولا يمكن أن يثبت الخبرية.

ولو أدخلنا العقل في الصفة الخبرية لدخلنا في التكييف.

مثال الصفة الذاتية: العزة، نقول: محمد عزيز، فإذا وصفت محمداً بالعزة فهذه صفة كمال، فمن باب أولى أن أصف رب محمد بالعزة.

إذاً: العقل أثبت الصفة الذاتية أثبتها عن طريق قياس الأولى، وأقول: محمد كريم، فمحمد موصوف بالكرم، وهذه صفة كمال، إذاً: فرب محمد أولى أن يتصف بها، إذاً: العقل يمكن أن يثبتها.

أما مثال الصفة الخبرية فأقول: محمد له عين، هل العين كمال في محمد فأصف الله بها؟ لا؛ لأني لا أعلم، فقد لا تكون صفة كمال في الإنسان وهي نقص في حق الله تعالى؛ لأن الإنسان يحتاج إلى العين ليرى لعجزه ونقصه، ولا تستطيع أن تقول: هذا في حق الله جل في علاه، هذا الفارق؛ لأن الصفة الخبرية لا يمكن أن تصف الله بها إلا أن تأتيك عن طريق الخبر، أما صفة الكمال الذاتية فمن الممكن أن تصف الله بها عن طريق قياس الأولى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015