تُمنح على صفة شهادات عليا، ويجري ضمن ذلك كله عمليات تغيير كلي لجهاز التفكير، وتغيير كلي في المختزنات العاطفية، وتبديل تام أو ناقص لعناصر الكيان الذاتي التي هي قوام الشخصية.
وبعد هذا التغيير والتبديل تتم عملية التجنيد الطوعي، أو التجنيد المسوق بالسلاسل، والمدفوع بالسياط اللاهبة، خوف الحرمان والفضيحة، وأخيراً خوف القتل بأي سبب ظاهر أو خفي.
وما التقدم والعقلانيات والبحث العلمي والنظرة الأكاديمية إلا ألفاظ وشعارات تستعمل في الأقوال فقط، وليس لمدلولاتها الحقيقية واقع معتبر لديهم.
تزييف في الألفاظ، تزييف في الحقائق، تزييف في المعارف، تزييف في الرجال، تزييف في المؤسسات الصغرى والكبرى، تزييف في الدول وتكوين الأمم والشعوب، هذه هي خطتهم.
وغرضهم الحقيقي تدمير الأمة الإسلامية وفي مقدمتها الشعوب العربية تدميراً يشمل ما يسمونه في مصطلحاتهم: "البنية الفوقية - البنية التحتية - الأصعدة العليا - الشرائح الوسطى، والجانبية والعلوية والسفلية" إلى آخر هذه المصطلحات الإيهامية، التي يقذفونها للتغطية حيناً، وللتهويل حيناً آخر، وللتظاهر بارتقاء المستوى الفكري أمام الذين لم تتجاوز عقولهم طور مراهقتها، بغية السيطرة الفكرية عليهم، وتقييدهم بمصطلحات يتميزون بها، ويدسون في المراد منها ما شاءوا.
وجملة هذه المصطلحات تدور حول عقائد المسلمين ومفاهيمهم الإسلامية والأخلاقية والاجتماعية، وحول مستويات المجتمع الإسلامي على اختلافها، فهم يشرحونه إلى شرائح وفق مخططهم، ويوجهون لكل شريحة وسائل تدميرها، ويركزون معظم طاقاتهم لتدمير العقائد والمفاهيم والأخلاق وسائر القيم والتطبيقات الإسلامية، ومراكز حماية كل هذه الأثقال التي تقف في طريق تسلطهم الكامل على الأمة الإسلامية وشعوبها المختلفة.