لقد قص الله علينا طرفاً من قصة موسى مع فرعون وآل فرون ومن آمن من آل فرعون، ثم ختم ذلك بقوله في سورة (غافر/40 مصحف/60 نزول) :
{فَوقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُواْ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُو?ءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُو?اْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} .
الضمير في {فوقاه الله سيئات ما مكروا} يعود على الرجل الذي آمن من آل فرعون، فوقى الله مؤمن آل فرعون سيئات ما مكر آل فرعون، ونزل بفرعون وآله سوء العذاب من الله، وجاء تفسير سوء العذاب هذا بيان عرضهم على النار غدواً وعشياً، وهذا العرض على النار واضح أنه يكون في مدة البرزخ بين الموت والبعث بدليل قول الله تعالى عقب ذلك {ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} .
فدل هذا على أن عرضهم على النار غدواً وعشياً يكون قبل قيام الساعة، أي: قبل البعث. ثم بعد البعث يحاسبون ويقال لملائكة العذاب: أدخلوا آل فرعون أشد العذاب.
وفي أقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - نصوص كثيرة تثبت ما في هذه المرحلة من نعيم وعذاب.
أما كون عذاب الروح أو نعيمها في هذه المدة ذا صلة بالأجساد الميتة أو البالية أو غير ذي صلة بها فلا شأن لنا به، وقدرة الله لا يُعجزها شيء تتعلق به مشيئته سبحانه، على أنه يكفي لتحقيق ما دلت عليه النصوص بالنسبة إلى هذه المرحلة أن يكون العذاب والنعيم للروح ولو لم يكن للروح أية صلة بأبدانها.
* عقاب الكافرين في المرحلة الثانية:
علمنا أن هذه المرحلة تبدأ بالبعث إلى الحياة بعد الموت للحساب والجزاء الأكبر.
وقد دلت النصوص الإسلامية على أن هذه المرحلة تشتمل على عذاب الموقف الطويل، في حر شمس دانية من رؤوس الخلائف، ولا ينجو منه إلا