البعث حق، وقد ذكر الله قصة هؤلاء في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول) فقال تعالى:

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ}

ومن ذلك أيضاً قصة إحياء قتيل بني إسرائيل، لسؤاله عن القاتل، وهذه القصة قد أخبرنا الله بها في أوائل سورة (البقرة) وقد أوجز المفسرون هذه القصة بأنه كان في بني إسرائيل شيخ موسر له ابن واحد، قتله ابن عمه طمعاً في ميراثه، ثم جاء يطالب بدمه قوماً آخرين، فأنكر المتهمون قتله، وترافع القوم إلى موسى عليه السلام، كل منهم يدرأ التهمة عن نفسه، فقال لهم موسى: إن الله يأمركن أن تذبحوا بقرة، وذلك ليتبين لهم القاتل الحقيقي فقالوا له: أتهزأ بنا؟ فقال موسى: معاذ الله أن أكون من الجاهلين، فسأل بنو إسرائيل موسى عليه السلام عن أوصافها، وشددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، ثم عثروا عليها وذبحوها وما كادوا يفعلون، ثم ضربوا جسد القتيل ببعض البقرة التي ذبحوها وفق الأمر الإلهي، فأحيا الله القتيل وأخبر عن قاتله.

ومن ذلك أيضاً قصة إحياء الطيور الأربعة لسيدنا إبراهيم عليه السلام، لما سأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى.

ومن ذلك أيضاً معجزة عيسى عليه السلام، إذ كان يحيي الموتى بإذن الله، كما هو معلوم من معجزاته وآيات رسالته.

* التوهم الخامس:

توهم المنكرين أن مراد الخالق في إبداع الحياة وخلقها لا يتعدى حدود هذه الحياة الأولى، وأن كل حكمته من الخلق تتم فيها.

وهذا التوهم فيه اتهام لحكمة الخالق بالعبث، وهو ما سبق أن ناقشنا به منكري اليوم الآخر قبل أن نطرح توهماتهم للمناقشة، وذلك لأن منحة العقل،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015