10- كتمان أقوال صحيحة، وعدم التعرض إليها مطلقاً، مع العلم بها وشهرتها.
11- الإيهام بأن العلوم المادية ملحدة على خلاف ما هي عليه في الواقع.
وعلى هذا النمط تسير مغالطاتهم ضمن تلاعبات كثيرة فيها خيانة للعلم وللحقيقة.
ولكني أرجو أن لا تنطلي مغالطاتهم وحيلهم وألاعيبهم على مثقفي هذه الأمة، وأن يكتشف الجميع خيانتهم لأمتهم وتاريخها، وخيانتهم لأنفسهم إذ باعوا نفوسهم لأعداء الحق شياطين الإنس، وأن يكون رائد هؤلاء المثقفين محبي الخير لأمتهم وأنفسهم أن يتحققوا بمضمون الدعاء التالي:
"اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ووفقنا لما تحب وترضى".
والناقد (د. العظم) قد استخدم في كتابه "نقد الفكر الديني" معظم عناصر المغالطات التي أوضحتها آنفاً، غير مكترث بالحقيقة، ولا بالأصول المنطقية الصحيحة، ولا بالبحث العلمي السليم، وأما الأمانة العلمية التي تباكى من أجلها وتظاهر بالحرص الشديد عليها فلم يُقم لها أي وزن، بل راح يطعنها في الصميم لدعم قضية الإلحاد التي حمل لواءها، وانطق يبشر بها بين أبناء الأمة العربية.
أفبهذه المغالطات تُنشد الحقيقة العلمية؟
أفبهذه المغالطات تكون المحافظة على الأمانة العلمية؟
أهذه هي الأصول المنطقية المتقدمة التي يعتمد عليها؟
إن الحق الذي تنكره اليوم أيها الجاحد لن تستطيع أن تنكره غداً يوم الدين، ولن تستطيع أن تجحده إذا أراد الله أن ينزل بك شيئاً من معجَّل عقابه، وعندئذٍ لن تستطيع الشيوعية العالمية، ولا اليهودية العالمية، ولن يستطيع ملاحدة الدنيا أن ينقذوك من قبضة العدل الإلهي.
إن عذاب الله لشديد، ولئن استهنت به وأنت مغرور متمتع بصحتك وقوتك، فلن تستهين به يوم يمسُّك شيء منه، إن ربك لبالمرصاد، وإنه لا يخلف الميعاد.