وسئل ابن مسعود - رضي الله عنه - عن ((الصراط المستقيم))، فقال: ((تَرَكَنَا مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - فِي أَدْنَاهُ، وَطَرَفُهُ فِي الْجَنَّةِ، ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ مَنْ خَرَجَ عَنْهُ فَإِلَى النَّارِ)) (?).

ووضح مجاهد هذا أوضح توضيح، فقال: ((السُّبُلُ: الْبِدَعُ وَالشُّبُهَاتُ)) (?).

وفسر بعض المفسرين: ((السبل)) بطرق اليهود، والنصارى، وغيرهم (?).

والصواب أن لفظة ((السبل)) أَعَمُّ من حصرها في بدعة، أو طريق، بل هي عامة في كل سبيل غير سبيل الإسلام والسنة، من سبل اليهود، والنصارى، والعلمانيين، والشعبيين (?)، والآرائيين، والمبتدعين، وغير ذلك من طرق مَنْ فارق طريق الإسلام، وطريق أصحاب رسول الأنام عليه وعليهم الصلاة والسلام، وكذلك تَعُمُّ كل من خالفهم، وخالف من تَبِعَهُمْ، سواء كانت تلك المخالفة برسم، أو اسم، أو برأي وَحُكْمٍ.

ومما يؤكد عموم ((السبل)) وشمولها لكل طريق غير طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه قولُهُ تعالى:

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا ... } [آل عمران: 105].

وإذا لم تكن طرق الانتخابات، والمجالس، والأحزاب المعاصرة، هي البدع في الطُّرُقِ، فلا وجود لبدعة في الطُّرُقِ على وجه الأرض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015