اعلم -رحمني الله وإياك- أن الابتداع ضد الاتباع تمامًا، لغةً وشرعًا، وأنهما لا يلتقيان أبدًا.
الابتداع لغة:
إحداث طريق جديد لم يُسْلَكْ، واختراع قول لم يُسْبَقْ، وابتداء فعل لم يُفْعَلْ.
قال في اللسان:
((بدع الشيء: أنشأه، وبدأه)).
قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 117].
قال العلماء: أي: محدثهن، ومبدعهن على غير مثال سابق.
هو إحداث طريقة في الدين من عبادة، أو فكر، أو طريق لم يحث عليها الله - عز وجل -، ولم يفعلها رسول - صلى الله عليه وسلم -، ولم يسلكها سلف هذه الأمة.
أو تخصيص عبادة مشروعة بزمن، أو مكان، أو هيئة، ولم يَقُمْ دليل على هذا التخصيص.
قال الإمام الشاطبي في تعريفه الثاني للابتداع:
((الْبِدْعَةُ: طَرِيقَةٌ فِي الدِّينِ مُخْتَرَعَةٌ، تُضَاهِي الشَّرْعِيَّةَ، يُقْصَدُ بِالسُّلُوكِ عَلَيْهَا مَا يُقْصَدُ بِالطَّرِيقَةِ الشَّرْعِيَّةِ)) (?).