أي: لولا أَنَّا أُمِرْنَا باتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - من غير تردد، ولا سؤال: لم؟ لَمَا قَبَّلْتُ ...
وما لم نسلك هذا السلوك، سلوك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، من غير نظر إلى مضرة أو منفعة، سوى منفعة الطاعة، ونهجرْ كل طريق غير طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو ظننا منفعتها .. ما لم ننهج هذا المنهج؛ فلن نُمَكَّنَ في الأرض حَقَّ التمكين.
تتجلى أهمية الاتباع بأمرين:
الأول: بكثرة النصوص الواردة بشأنه في الكتاب والسنة، وقد أحصيتُ ما في كتاب الله من أمر بالاتباع، أو حَثٍّ عليه، أو مدح لأصحابه، فوجدتُهُ يزيد عن ستين موضعًا.
وأحصيتُ الأمر بطاعته سبحانه، وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وَالْحَثَّ على ذلك، والمدحَ للمطيعين، فوجدتُهُ لا يزيد عن خمسين موضعًا.
فهل في هذا عبرة للمعتبرين؟ !
وأما ما في السنة فأكثر مِنْ أَنْ يُحصى، فهي بَحْرٌ زَاخِرٌ، وَمَعِينٌ نَضَّاحٌ.
{إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} [الأنبياء: 106].
الثاني: الاتباع هو الحافظ الوحيد -من الله- للإنسان من الانحراف والضلال.
وما ضَلَّ مَنْ ضَلَّ، ولا انحراف من انحراف، إلا بخروجهم عن هذا