ولما اجتاح الصليبيون بلاد الشام واستولوا على بيت المقدس وذبحوا جميع المسلمين حتى سار الدم إلى الركب سارع الحكام الخونة والعملاء الذين باعوا دينهم بثمن بخس إلى إبرام اتفاقات مع العدو الصليبي المحتل لضمان بقائهم على كراسيهم ولم يهمهم ذبح جميع المسلمين في بيت المقدس ولا في غيرها المهم بقاء الكراسي والشهوات
ولما قامت الثورة الإسلامية الجهادية في الموصل بقيادة عماد الدين الزنكي، فقد وقف هؤلاء الخونة بوجهه وقد حاربهم هو وولده نور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي ((عليهم شآبيب الرحمة)) مدة ستين سنة حتى استطاعوا توحيد الشام ومصر ثم تكلل ذلك بمواجهة الصليبيين بعد ستين سنة وانتصار المسلمين عليهم وتحرير بيت المقدس، والتاريخ يعيد نفسه فلم ينصرهم الله تعالى وهم نيام أو متفرجون على ما يجري أبدا؛ وإنما نصروا وفق سنن الله الشرعية والكونية
وهذه الدويلات التي نراها اليوم هي أشبه بما كان عليه المسلمون قبيل الحروب الصليبية وأثناءها.
فكلها تتسابق لإبرام اتفاق معهم بل وتقدم لهم من الخدمات ما لم تقدمه في يوم من الأيام لشعوبها المسحوقة والمحكومة بالحديد والنار وذلك من أجل ضمان عروشها الخلبية ولتمت الأمة برمتها فليس ذلك مهم، المهم بقاء الكراسي.
وهاهم اليوم يرون كيف يذبح المسلمون في كل مكان ولاسيما في فلسطين والعراق وفي سورية وفي بورما وغيرها من بلاد المسلمين فماذا فعلوا؟؟
نعم لقد فعلوا الكثير الكثير، ولكن من أجل حماية العدو، فمنعوا كل مساعدة للانتفاضة، وقدموا للعدو كل معونة وكل معلومة عن قادة الانتفاضة ليذبحوا واحدا تلو الآخر، وتكفلوا بإسكات شعوبهم وتخديرهم، بل واتهام كل من يطالب بفتح الحدود أو الجهاد في سبيل الله في العراق أو فلسطين أو غيرهما أو تقديم مساعدة لهم بالتطرف والإرهاب والعمالة، وهاهي سجونهم مكتظة بالأخيار الأبرار.
وهم الذين يحكمون بغير ما أنزل الله ويتحاكمون إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به، قال تعالى: