كُنّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في غزوة، فأصابَ الناسَ مخمصةٌ [شديدة] (?)، فاستأذنوا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في نحر بعض ظهورِهم، فقال عمر: يا رسول اللهِ! فكيف بنا إذا لقينا عدوّنا جياعًا رِجالًا؟ ولكن إن رأيتَ يا رسولَ اللهِ! أن تدعوَ الناس ببقية أزوادهم، فجاءوا به؛ يجيءُ الرَّجل بالحَفنة من الطعام، وفوقَ ذلك، فكانَ أعلاهم الذي جاء بالصاع من التمر، فجمعه على نِطَع، ثمَّ دعا اللهَ بما شاء [اللهُ] (1) أن يدعو، ثمَّ دعا النّاس بأوعيتهم، فما بقي في الجيش وعاءٌ إلّا ملَؤوه، وبقي مثله، فضحكَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حتّى بدت نواجذه، ثمَّ قال:
"أَشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهدُ أني رسول اللهِ، وأشهدُ عند اللهِ: لا يلقاه عبد مؤمن بهما؛ إلّا حجبتاه عن النارِ يوم القيامة".
صحيح لغيره - "التعليقات الحسان على الإحسان" (1/ 221 - 222/ 221)، "الصحيحة" (3221).
9 - 9 - عن رفاعة بن عَرابة الجهني، قال:
صَدَرنا مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - من مكة، فجعل ناس يسأذنونَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -[إِلى أَهليهم]، فجعل يأذن لهم، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
"ما بالُ شِق الشجرة التي تلي رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أبغض إليكم من الشق الآخر؟! ".
قال: فلم نرَ من القومِ إلّا باكيًا، قال: يقول أبو بكر: إنَّ الذي يستأذنك بعد هذا لسفيهٌ - في نفسي -، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحمد الله وأثنى عليه - وكانَ إذا حلفَ قالَ: