فقلت: بلى، فقال:

"إنَّ لَكَ رِقابَهُنَّ وما عليهن من كسوةٍ وطعامٍ، أَهداهنّ إِليّ عظيم (فَدَك)، فاقبضهن، ثمَّ اقضِ دينَك".

قال: ففعلتُ، فَحَطَطتُ عنهنَّ أَحمالهنّ، ثمَّ عَقلتُهُنَّ، ثمَّ عَمَدْتُ إِلى تأذين صلاة الصبح، حتّى إِذا صلّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ خرجتُ إِلى البقيع؛ فجعلتُ إِصبعي في أُذني فنادَيْتُ: من كانَ يطلبُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - دَينًا فليحضر، فما زلتُ أَبيعُ وأقضي، وأَعرض فأقضي (?)، حتّى إِذا فضل في يدي أُوقيتان أَو أُوقية ونصف؛ انطلقت إِلى المسجدِ وقد ذهب عامّة النهارِ؛ فإِذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجدِ وحده، فسلمتُ عليه، فقال لي:

"ما فعلَ ما قبلك؟! ".

فقلت: قد قضى الله كلَّ شيء [كان] على رسولِه - صلى الله عليه وسلم -؛ فلم يبقَ شيءٌ، فقال [رسولُ الله]- صلى الله عليه وسلم -:

"أفضلَ شيءٌ؟ ".

قلت: نعم، قال:

"انظر أَن تريحني منها".

فلمّا صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العتمة؛ دعاني فقال:

"ما فعل ما قبلك؟ "؛ [قال:] قلت: هو معي لم يأتنا أَحد، فباتَ في المسجد حتّى أَصبحَ، فظلّ في المسجد اليوم الثاني؛ حتّى كان في آخر النهار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015