"قال ابن عبد الهادي: أخرج مسلم بهذا الإسناد نحوًا من أربعة عشر حديثًا".
ورواه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"؛ -وهو في "زوائد ابن حبان" (363) -. وأعله البيهقي بقوله:
"وهذا الحديث لم يسمعه سهيل من أبيه؛ إنما سمعه من الأعمش"!
ثم أخرج البيهقي -من طريق محمد بن جعفر-، والطبراني في "الصغير" (ص 123) -من طريق روح بن القاسم- كلاهما عن سهيل بن أبي صالح عن الأعمش عن أبي صالح ... به.
قلت: وليس في هذه الرواية ما ينفي أن يكون سهيلٌ سمع الحديث من أبيه؛ فإنه ثقة كثير الرواية عن أبيه، وهو لم يعرف بالتدليس، فروايته محمولة على الاتصال -كما هو مقرر في الأصول-، ولا مانع أن يكون سمعه من الأعمش عن أبيه، وعن أبيه مباشرة؛ فكان يحدث به مرة هكذا، ومرة هكذا، كما يقع ذلك في كثير من الأسانيد.
والآخر: أبو إسحاق السَّبيعي -واسمه عمرو بن عبد الله الهَمْداني-: أخرج حديثه الإمام أحمد فقال (2/ 377 - 378 و 514): ثنا موسى بن داود: حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن أبي صالح عن أبي هريرة ... به.
وهذا سند صحيح على شرط مسلم؛ لكن زهير -وهو ابن معاوية- سمع من أبي إسحاق في حالة اختلاطه؛ لكن هو شاهد قوي للأسانيد الأخرى.
وقد أخرجه الطبراني أيضًا (ص 155)؛ وقال:
"تفرد به موسى بن داود".