كنت أمشي مع عمران بن حصين، أحدنا آخذ بيد صاحبه، فمررنا بسائل يقرأ القرآن؛ فاحتبستي عمران وقال: قف نستمع القرآن! فلما فرغ سأله، فقال عمران: انطلق بنا! إني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يقول:
"اقرأوا القرآن، وسلوا الله تبارك وتعالى به ... " الحديث.
لكن خيثمة -وهو ابن أبي خيثمة- لين الحديث كما في "التقريب".
ثم إن فيه شريك بن عبد الله -وهو القاضي-، وهو سيئ الحفظ.
وقد خالفه سفيان الثوري؛ فرواه عن الأعمش عن خيثمة عن الحسن عن عمران بن حصين:
أنه مر على قاصٍّ قرأ، ثم سأله، فاسترجع وقال ... الحديث.
أخرجه الترمذي (2/ 151 - طبع بولاق)، وأحمد (4/ 439). وقال الترمذي:
"ليس إسناده بذاك"؛ كأنه يعني من أجل خيثمة هذا.
وبالجملة؛ فليس في هذه الأسانيد ما تقوم به الحجة، وكأنه لذلك قال أحمد وغيره ممن سبق:
"لم يصح أنه سمع الحسن من عمران".
لكننا نقول: إنه صح ذلك بإسناد آخر؛ فانتظر قليلًا.
والحديث أخرجه ابن حزم (3/ 24) من طريق المؤلف محتجًّا به. ثم صرح فيما بعد (ص 202) أنه صحيح.
وأخرجه الدارقطني (ص 147)، والحاكم (1/ 274) من طريق إسحاق بن شاهين أبي بشر: نا خالد بن عبد الله ... به. وقال الحاكم: