ورواه وهب بن كيسان أيضًا عن جابر؛ وقد علقه المصنف فيما تقدم (رقم 419).

واعلم أنه لا تعارض بين حديثي جابر رضي الله عنه، كما لا تعارض بين أحاديث الباب؛ فإن في حديثه هذا، وحديث أبي موسى قبله، والأحاديث الأخرى الآتية حكمًا زائدًا على الأحاديث المتقدمة في إمامة جبريل للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ ففي هذه: أن وقت المغرب يمتدُّ إلى أن يغيب الشفق، فوجب الأخذ بها ولا سيما أنها متأخرة عن تلك؛ لأن سؤال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عن المواقيت كان في المدينة، في مسجده - عليه السلام -، وإمامة جبريل له عليهما السلام كانت بمكة عند البيت؛ كما سبق في حديث ابن عباس.

هذا إذا كان حديث جبريل - عليه السلام - إنما ورد في بيان وقت الجواز؛ فقد قيل: إنه إنما أراد بيان وقت الاختيار، لا وقت الجواز. واستحسنه النووي في "المجموع" (3/ 131). والله أعلم.

424 - وكذلك روى ابن بُرَيْدَةَ عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.

(قلت: وصله مسلم، وابن حبان (1490)، وأبو عوانة في "صحاحهم"، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وقال البخاري: "حديث حسن").

وصله مسلم (2/ 106)، وأبو عوانة (1/ 373 - 374)، والنسائي (1/ 90)، والترمذي (1/ 286)، والطحاوي (1/ 88)، والدارقطني (ص 98)، والبيهقي (1/ 371 و 374)، وأحمد (5/ 349) من طرق عن علقمة بن مرثد عن سليمان ابن بريدة عن أبيه. وقال الترمذي:

"حديث حسن غريب صحيح". وقال البيهقي:

"وفي "علل الترمذي" عن البخاري أنه قال: حديث أبي موسى حسن".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015