"ثم اغتسلي، ثم توضَّئي لكل صلاة وصلِّي".

(قلت: حديث صحيح. وقد أخرجه البخاري وابن حبان في "صحيحيهما". وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح").

إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: نا وكيع عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة.

قلت: قد سبق هذا الإسناد بحديث آخر (رقم 172)، وقد تكلمنا عليه هناك بما فيه كفاية.

وخلاصة ذلك: أن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير أن حبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعنه؛ وقد اتفق علماء الحديث على أنه لم يسمع من عروة -وهو ابن الزبير- شيئًا؛ فعلة الحديث الانقطاع ليس إلا.

والحديث أخرجه ابن ماجة (1/ 215)، والطحاوي (1/ 61)، والدارقطني (1/ 78)، والبيهقي (1/ 344)، وأحمد (6/ 42 و 204 و 262) من طرق عن الأعمش ... به، وزادوا:

"وإن قطر الدم على الحصير".

وقد بين ابن ماجة في روايته -من طريق وكيع- والدارقطني -من طريقه ومن طريق عبد الله بن داود- جميعًا عن الأعمش أن عروة: هو ابن الزبير.

وتابعهما محمد بن ربيعة عن الأعمش: عند الدارقطني؛ كلهم قالوا: عنه عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن الزبير.

فهذا يدفع (القيل) الذي ذكره المنذري، وهو أن عروة هذا إنما هو المزني؛ وهو مجهول! وقد قيل هذا في الحديث المشار إليه آنفًا؛ والصواب أنه عروة بن الزبير في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015