قلت: ومن تلك الوجوه: ما رواه مسلم بن أبي مريم عن رجل من الأنصار عن علي رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"من عاد مريضًا؛ مشى في خِرَافِ الجنة، فإذا جلسى عنده؛ استنقع في الرحمة، فإذا خرج من عنده؛ وُكِّلَ به سبعون ألف ملك يستغفرون له ذلك اليومَ".
أخرجه عبد الله بن أحمد في "الزوائد" بسند جيد عن الرجل الأنصاري.
وهذا الرجل لا أستبعد أن يكون هو عبد الرحمن بن أبي ليلى المتقدم؛ فإنه من الأنصار! والله أعلم.
وله - عنده - طريق أخرى عن علي ... مرفوعًا نحوه، وصححه ابن حبان، وهو مخرج مثل الذي قبله في المصدر السابق.
وله شاهد من حديث ثوبان ... مرفوعًا بلفظ:
"من عاد مريضًا؛ لم يزل في خُرْفَة الجنة حتى يرجع".
أخرجه مسلم (8/ 13)، والترمذي (967)، والبيهقي (3/ 380)، وأحمد (5/ 277 و 281 و 283 و 284)، وابن أبي شيبة وابن حبان (2946)، وكذا البخاري في "الأدب المفرد" (521)؛ وزاد مسلم في رواية:
قيل: يا رسول الله! وما خُرْفَة الجنة؟ قال:
"جَنَاهَا".
وشاهد آخر من حديث جابر ... مرفوعًا يلفظ:
"من عاد مريضًا؛ لم يزل يخوض في الرحمة حتى يرجع، فإذا جلس؛ اغتمس فيها".