فإنه لم يذكر فيها: (عن أبيه)؛ بل صرح في رواية أحمد بسماع عبيد الله من سباع.

ويبدو لي - والله أعلم - أن هذا غير كافٍ في توهيم سفيان؛ لأنه ثقة حافظ، لا يَقِلُ في ذلك عن حماد بن زيد، وقد جاء بزيادة عليه، فينبغي أن تقبل؛ لذلك قال ابن التركماني في "الجوهر النقي" (9/ 301):

"اعترض صاحب "التمهيد" على أبي داود فقال: لا أدري من أين قال هذا؟ ! وابن عيينة حافظ، وقد زاد في الإسناد، وله عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن سباع عن أم كرز ... ثلاثة أحاديث".

قلت: ولقائل أن يقول: هذا مُسَلَّمٌ لو كان حماد وحده في مقابل سفيان، وليس كذلك؛ فقد تابعه ابن جريج قال. حدثني عبيد الله بن أبي زيد عن سباع ... أخرجه النسائي في "العقيقة".

وبهذا تقوم الحجة على توهيم سفيان؛ ولا سيما أنه قد رواه المُزَنِيُّ في "المختصر" عن الشافعي عن سفيان ... مثل رواية حماد. لكن البيهقي قد وَهَّمَ المزني في ذلك!

إلا أنني قد رأيت النسائي قال: أخبرني قتيبة قال: حدثنا سفيان ... به مثل رواية حماد.

فإن لم يكن في نسخة "النسائي" سقط؛ فهذا يدل على أن سفيان رجع إلى الصواب الموافق لرواية حماد وابن جريج. والله أعلم.

والحديث أخرجه البيهقي (9/ 301) من طريق المؤلف.

وأخرجه أحمد (6/ 381) من طريق عفان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015