"القاسم هذا تكلم فيه غير واحد"!
فلم يصنع شيئًا؛ فإن كل من كان حسن الحديث؛ فهو متكلم فيه، بل وقد يكون صحيح الحديث أيضًا، وإنما يضر في الراوي من الكلام ما كان جرحًا مفسرًا مسقطًا لحديثه! وليس القاسم كذلك، وإنما هو وسط. وقد أشار إلى ذلك الحافظ بقوله في "التقريب":
"صدوق".
وتناقض الحافظ العراقي في هذا الحديث، فقال مرة في "تخريج الإحياء" (1/ 396):
"ضعيف". وقال في موضع آخر (3/ 36):
"إسناده جيد"!
قلت: وكان يكون كذلك، لولا اختلاط العلاء كما ذكرناه.
لكن للحديث شاهد من رواية سعد بن مسعود الكندي ... مرفوعًا، وفيه قصة ابن مظعون في الترهُّب وغيره.
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"، وعنه البغوي في "شرح السنة" (رقم 484 - طبع المكتب الإسلامي).
وفي سنده ضعيفان، وكنت ذكرت في تخريجي الأول "للمشكاة" (724) أني لم أقف على سنده، ولذلك فاتني أن أنبه على خطأ وقع لمؤلفه، وهو أنه جعله من (مسند عثمان بن مظعون)! وإنما هو من (مسند سعد بن مسعود) كما ذكرنا.
والحديث أخرجه الحاكم (2/ 73) من طريق التنوخي ... به، وصححه هو والذهبي!