قلت: وهذا إسناد صحيح من الوجهين عن ثور بن يزيد، وقد جاء من وجهين آخرين عنه، فهو مستفيض عنه، وهو ثقة من رجال البخاري.

وخالد بن معدان ثقة من رجال الشيخين.

وكذلك السلمي، وهو صحابي معروف.

ولذلك صحح الحديثَ جمعٌ من الأئمة، كابن خزيمة وابن حبان وغيرهم ممن ذكرنا آنفًا.

وقد أعلّه بعضهم بالاضطراب! وليس بشيء؛ لأنه اضطراب غير قادح؛ كما فصَّلت ذلك تفصيلًا -لا تراه في مكان آخر- في كتابي "إرواء الغليل" (960)، وانظر "الصحيحة" (3101).

وأما دعوى نسخه الذي ذهب إليه المصنف رحمه الله تعالى؛ فهي مردودة بأنه من الممكن حمله على صوم السبت مفردًا، كما أفاده الترمذي. وحينئذ فلا تعارض بينه وبين حديث الباب الآتي، وأحاديث صيامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إياه؛ لأنه ليس في شيء منها إفراده بالصيام.

وقد بسط القولَ في هذا بسطًا شافيًا: العلامةُ ابن القيم رحمه الله في "تهذيب السنن" (3/ 297 - 301)، وذكر خلاصته في "زاد المعاد" (1/ 237 - 238)؛ فليراجعهما من شاء.

52 - [باب] الرخصة في ذلك

2093 - عن جُويرِيَةَ بنت الحارث:

أن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ دخل عليها يومَ الجمعة وهي صائمة، فقال:

"أصُمْتِ أمْسِ؟ ". قالت: لا. قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015