قلت: حديث ابن عباس الذي يشير إليه أخرجه المصنف في الباب قبل حديث أنس هذا ولفظه: "في رأسه"، وهو في الكتاب الآخر (1611) (*) برواية البخاري وغيره، وذكر له هناك شاهدًا من حديث ابن بُحَيْنَةَ، فهو أقوى من حديث أنس، وقد جمع الحافظ بينهما بما سمعت، وهو جمع حسن معهود في مثل هذا المقام، لولا أني رأيت الضياء المقدسي قد أخرج الحديث في "المختارة" (3/ 102) من طرق عن المعتمر بن سليمان قال: سمعت حميدًا يحدث عن أنس:

أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ احتجم وهو محرم من وجع كان برأسه.

وهذا إسناد صحيح، وأصله في "المسند" (3/ 164) سندًا ومتنًا.

وأخرجه ابن حبان (1400)، والحاكم (1/ 453)، وقال:

"صحيح على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي! مشيًا على ظاهر الإسناد.

ثم وجدت له شاهدًا من حديث جابر من طريقين عنه، فلينقل إلى "الصحيح"، وقد ذكرته فيه تحت الحديث (615).

37 - باب يكتحل المحرم

1612 - عن نُبَيْهِ بن وَهْبٍ قال:

اشتكى عمر بن عبيد الله بن معمر عَيْنَيْهِ، فأرسل إلى أبان بن عثمان -قال سفيان: وهو أمير-: ما يصنع بهما؟ قال: اضمِدْهما بالصَّبِرِ؛ فإني سمعت عثمان رضي الله عنه يحدث ذلك عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.

(قلت: إسناد صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه. وصححه الترمذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015