قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير السُّلَيْطِي؛ فهو مجهول، ويحتمل أن يكون هو أنس بن حكيم، الذي في الإسناد قبله، أو حريث بن قبيصة، كما تقدم في رواية الترمذي.

وعلى كل حال؛ فالحديث قد اضطرب فيه الرواة على الحسن البصري، كما رأيت، وبه أعله الحافظ في "التهذيب". لكن متابعة علي بن زيد له على الوجه الأول -كما سبق- لعله يرجِّحه. وكيفما كان الأمر؛ فالسند ضعيف؛ إما بجهالة أنس بن حكيم إن رجحنا روايته، وإما بالاضطراب.

لكن الحديث صحيح؛ فإن له طريقًا أخرى صحيحة لا اضطراب فيها عن أبي هريرة، يأتي قريبًا، وشاهدًا من حديث تميم الداري، وهو المذكور في الكتاب بعده.

والحديث أخرجه ابن ماجة (1/ 436) من طريق عفان: ثنا حماد ... به، دون قوله: من بني سليط.

وهكذا رواه أبو الأشهب عن الحسن ... به: أخرجه الطيالسي (1/ 68 / 264)، وزاد في آخره:

قال أبو داود: "سمعت شيخًا من المسجد الحرام يحدث بهذا الحديث، فقال الحسن وهو في مجلس أبي هريرة -لما حدث هذا الحديث-: والله؛ لهذا لابن آدم خير من الدنيا وما فيها".

وهذا سند ضعيف أيضًا؛ لجهالة شيخ أبي داود. ولو صح؛ لكان نصًّا في سماع الحسن من أبي هريرة لهذا الحديث، وقد صح عنه أنه قال: لم أسمع من أبي هريرة غير هذا الحديث -لحديث آخر ذكره-. انظر ترجمته من "التهذيب".

ثم رأيته في "المعجم الأوسط" (2/ 180 / 1 - 2) بسند ضعيف عن الحسن عن أبي هريرة ... به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015