وَالمَالَ، بَعِيْراً أَتَبَلَّغُ بِهِ في سَفَرِي. فَقَاْلَ: الحُقُوْقُ كَثِيْرَةٌ. فَقَاْلَ: كَأَنِّي أَعْرِفُكَ، أَلَمْ تَكُ أَبْرَصَ يَقْذُرُكَ النَّاسُ، فَقِيْرَاً فَأعطَاكَ اللَّهُ؟!، فَقَالَ: إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا المَاْلَ كَابِرَاً عَنْ كَاِبرٍ!! فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبَاً فَصَيَّركَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنتَ.
وَأَتَى الأَقْرَعَ في صُوْرَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَال لَهُ مِثْلَ مَا قَال لِهَذَا، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ هَذَا. فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبَاً فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ.
وَأتى الأَعْمَى في صُوْرَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَاْلَ: رَجُلٌ مِسْكِيْنٌ وَابْنُ سَبِيْلٍ انْقَطَعَتْ بِيَ الحِبَالُ في سَفَرِي، فَلَا بَلَاغَ لِيَ اليَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِى رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ، شَاْةً أَتَبَلَّغُ بِهَا في سَفَرىِ؟. فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ إِليَّ بَصَرِي، فَخُذْ مَا شِئْتَ، وَدَعْ مَا شِئْتَ، فَوَاللَّهِ مَا أَجْهَدُكَ اليَوْمَ بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لِلَّه عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ، فَإِنَّمَا ابْتُلِيْتُمْ، فَقَدْ رَضِىَ اللَّهُ عَنْكَ، وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ".
هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.