وتموينهم جعلت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسَّر جدًّا به ويرض عنه ويدعو له، فقد جاء:
723 - من حديث عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: "جاء عثمان بن عفان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي - صلى الله عليه وسلم - جيش العسرة قال: فصبها في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقلبها بيده ويقول: (ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم يرددها مرارًا) (?).
724 - وأما علبة بن زيد فخرج من الليل فصلى من ليلته ما شاء الله، ثم بكى، وقال: اللهم أنك قد أمرت بالجهاد، ورغبت فيه، ثم لم تجعل عندي ما أتقوى به مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم تجعل في يد رسولك ما يحملني عليه، وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها مال أو جسد أو عرض.
ثم أصبح مع الناس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أين المتصدق هذه الليلة؟) فلم يقم أحد، ثم قال: (أين المتصدق فليقم) فقام إليه فأخبره فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أبشر فوالذي نفسي بيده لقد كتبت في الزكاة المتقبلة) (?).
725 - من حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: "لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل، فجاء أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر منه، فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا، وما فعل هذا الآخر إلا رئاء فنزلت {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إلا جُهْدَهُمْ} الآية" (?).