الحافظ في الفتح منها:
وفي الحديث (يعني حديث البراء بن عازب في ثبات النبي) من الفوائد: حسن الأدب في الخطاب، والإرشاد إلى حسن السؤال بحسن الجواب، وذم الإعجاب، وفيه جواز الانتساب إلى الآباء ولو ماتوا في الجاهلية، والنهي عن ذلك محمول على ما هو خارج الحرب، ومثله الرخصة في الخيلاء في الحرب دون غيرها، وجواز التعرض إلى الهلاك في سبيل الله، ولا يقال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - متيقنًا للنصر لوعد الله تعالى له بذلك، وهو حق؛ لأن أبا سفيان بن الحارث قد ثبت معه آخذًا بلجام بغلته، وليس هو على اليقين مثل النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفيه ركوب البغلة إشارة إلى مزيد الثبات، لأن ركوب الفحولة مظنة الاستعداد للفرار والتولي، وإذا كان رأس الجيش قد وطن نفسه على عدم الفرار، وأخذ بأسباب ذلك كان ذلك أدعى لاتباعه على الثبات، وفيه شهرة الرئيس نفسه في الحرب مبالغة في الشجاعة وعدم المبالاة بالعدو" (?).
694 - من حديث جابر بن عبد الله: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم حنين: (الآن حمي الوطيس)، ثم قال: (هزموا ورب الكعبة) (?).
أ - قد سبق ذكر رمي الحصى من حديث ابن مسعود رقم: 691، ومن حديث العباس بن عبد المطلب رقم: 692، وقد جاء أيضًا من حديث أبي عبد الرحمن الفهري في قصة حنين (?).
695 - وقد جاء أيضًا من حديث يزيد بن عامر السسوائي أنه قال: "عند انكشافة انكشفها المسلمون يوم حنين، فتبعتهم الكفار، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبضة